داريا :
هي مدينة ريفية سورية عريقة تقع على بعد ثمانية كيلومترات من العاصمة دمشق، يحدها من الشمال معضمية الشام والمزة، ومن الغرب جديدة عرطوز، ومن الجنوب صحنايا، ويحدها من الشرق منطقة كفرسوسة وحي القدم الدمشقي.
داريّا لغةً: هي كلمة سريانية تعني البيوت الكثيرة. مشتقة من كلمة دار و النسبة إليها داراني.
يتبع داريا إدارياً بالوقت الحاضر:
1- ناحية صحنايا التي تتضمن: صحنايا، أشرفية صحنايا، تجمع بناء الكويتي، وتجمع 8 آذار
2- مدينة معضمية الشام
3- المنطقة الصناعية الغربية من حي القدم
داريا تاريخياً :
تشير بعض المصادر التاريخية أن داريا تعود إلى ما قبل الميلاد حيث عثر على تمثال لإله الحب عند اليونان (ايروس) وهو موجود في المتحف الوطني، ويرتبط وجودها بوجود دمشق التي هي أقدم عاصمة بالتاريخ، حيث كانت معقلاً للغساسنة إلى أن جاء الفتح الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح عام 635م، فكانت هي أكبر قرى أهل اليمن بغوطة دمشق وأقاليم الشام و تأثرت داريا بمعظم الأحداث التي اعترت الحكم الأموي والعباسي وما جرى خلالهما من أحداث سياسية وعسكرية، وكانت ذات حضور في أغلب الأحداث حتى يومنا هذا.
تغنى كثير من الشعراء بداريّا لجمالها وطيب هوائها فقال حسان بن ثابت:
لمن الدار أقفرت بمغان بين شاطي اليرموك فالصمان
فالقــريات من بلاس فداريا فســـكاء فالقصـــور الدواني
وقال البحتري في داريا:
ألْعَيْشُ في لَيْلِ دارَيّا، إذا بَرَدَا، والرّاحُ نَمزُجُهَا بالمَاءِ مِنْ بَرَدَى
قُلْ للإمَامِ، الذي عَمّتْ فَوَاضِلُهُ شَرْقاً وَغَرْباً فَما نُحصِي لَهَا عدَدَا
ألله وَلاّكَ عَنْ عِلْمٍ خِلاَفَتَهُ، وَالله أعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أحَدَا
وذكر الشاعر الصنوبري داريا 234هـ قائلا :
ونعم الدار داريـــا ففيها حلا ليّ العيشُحتى صار أريا
وقال قيس الهلالي في يوم داريا أثناء فتنة أبي الهزيم يصف كُرة التخريب والدمار:
كــأنا يوم داريـــا أسود تدافع من مســاكنها أسودا
تركنا أهل داريـا رميمـــاً حطـاما في منازلهــم هموداً
قتلنـــا فيهم حتى رثينـا لهمورأينـا جميعهــم شريدا
كما يوجد في داريا مسجد عبد الرحمن العنسي المعروف بأبي سليمان الداراني، كما فيها قبر النبي حزقيل كما يروى، ويذكر أن عبد الله بن ثوب المعروف بأبي مسلم الخولاني قدم داريا بعد الفتح الإسلامي ونزل بها لوجود قبيلة يمنية استوطنتها قبل الإسلام هي بني خولان وتوفي فيها عام 62هجري.
ويبلغ عدد سكان مدينة داريا مئة وخمس وخمسون ألف نسمة حسب إحصاء عام 2007م، ويَعتنق غالبيتهم الديانة الإسلامية. ولكن العدد التقديري في عام 2011 هو مئتي ألف نسمة.