Menu
الرئيسيةإعلام المجلستقارير عن دمشق وريفهاتقرير مكتب دمشق على المليحة في الغوطة الشرقية

تقرير مكتب دمشق على المليحة في الغوطة الشرقية

 

 

 


 مكتب_دمشق_الإعلامي | #الغوطة_الشرقية #المليحة | 26.5.2014

"اليوم الـ 55"

هو ليس عدد حلقات برنامج متلفز، وليس عنواناً لرواية أو قصة مطبوعة، بل هو عدد أيام الحرب التي يشنها جيش نظام الأسد مستعيناً بسلاح الجو والبر والمشاة و بسلاحه الصاروخي القديم و الحديث، وبمشاركةٍ دولية متمثلة بميليشيات أتت باسم حرب الشيعة على السنة، من بلدان تعمل بها كتنظيمات إرهابية أمثال حزب الله اللبناني وغيرها من ميليشيات عراقية و أفغانية.

أيامٌ مضت و جنود جيش الأسد تُقتل بالعشرات، ويشيع منهم ما أمكن في دمشق و بيروت و بغداد و تنهش السباع لحوم من بقي مرمياً في بساتين بلدة تقدر مساحتها بمساحة حي دمشقي كبير.

المليحة ، واليوم الـ55 من الحرب عليها .
فقدت المليحة ملامحها، ولم يبقَ الكثير من مبانيها قائماً، وما تبقى منها فهو قطعٌ بحاجة لإعادة ترميم أو حتى إسقاط و بناء من جديد.

لم يعتد سكان الغوطة الشرقية ولا دمشق حتى أن يسمعوا قصفاً كما حصل في هذه الحرب، بل و يشاهدون اليوم صواريخاً تصعد و أخرى تهبط، لتعلو بعدها أعمدة الدخان في مشهد يشبه إلى حد بعيد ما يُعرض في دور السينما العالمية عن الحرب العالمية الثانية.

عشرات من الغارات يومياً ،تصبها عدة طائرات توالياً على البلدة الصغيرة و أطرافها الزراعية، تهتز على إثرها أبنية البلدات المحيطة و قلوب من فيها فزعاً و غضباً.

استخدم النظام وبالصور الموثقة حتى الآن طائرات مروحية انفجرت أحدها بعد استهدافها بمنظومة الدفاع الجوي المسماة بـ "أوسا"، و طائرات حربية من نوع ميغ-21 و ميغ-23 و سوخوي 23 .

كما استخدم العديد من طائرات الإستطلاع –بدون طيار- سقطت في الأسبوع الأول إحداها، وكانت طائرة هواة تستخدمها إحدى الميليشيات العراقية،ثم سقط أهم تلك الطائرات قبل اسبوع وهي "مهاجر" الإيرانية الصنع، وتم توثيق استخدام طائرات : "ياسر" – "مهاجر" – "شاهد" ،وكلها إيرانية الصنع، ولم نتمكن من تأكيد تحديد رقم النموذج لصعوبة ذلك ولاختلافها عن المواصفات المعلن عنها إعلامياً و عسكرياً.

حيث قام #مكتب_دمشق_الإعلامي بتوثيق جميع ماورد بالصورة و الفيديو وذلك أثناء استخدامها في هذه الحرب القائمة.

على جانب آخر، تقوم قوى و كتائب تابعة لكل من : الجبهة الإسلامية ، الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام ، فيلق الرحمن و جبهة النصرة بالإضافة لبعض الكتائب المشكلة من أهالي المناطق المحيطة، تقوم بمقاومة محاولات الإحتلال التي تقوم بها قوات الأسد ومن معها يومياً.

فمنذ بداية الحرب حتى اليوم، فقدت الكتائب و الألوية العديد من النقاط و ثبّت النظام تقدمه فيها و قام بوضع المتاريس و التحصينات بغية منع استعادتها، لكن كل يوم كان يحمل الجديد، فاسترجع المجاهدون العديد منها و قتلوا الكثير ممن كان بداخلها ، وارتقى منهم الكثير أيضاً.

من ينظر للخريطة اليوم سيجد أن النظام اتبع أسلوباً جديداً في قتاله، بعد عجزه عن اقتحام مناطق خاض فيها عشرات المعارك دون جدوى.

فقد قام الجيش الأسدي بالالتفاف و ترك ظهره مكشوفاً لمناطق تخضع لسيطرة الثوار و المجاهدين ليخلق ما يشبه الطوق حول البلدة، قاطعاً أكثر من طريق إمداد و أكثر من طريق رئيسي يصل المليحة بعمق الغوطة، مستعيناً بغطاء صاروخي غير مسبوق، حتى أن العديد من الشهود أكدوا لنا أن صواريخه كانت تصيب جنوده في المقدمة دون اكتراث بهم، فالهدف هو حرق الأرض و التقدم فوق كائن من كان.

تصل الأخبار تباعاً في كل صباح، فاليوم يذيع جيش الإسلام عبر عملياته نبأ تفجير و إعطاب عدد كبير من عربات البي أم بي و اغتنام واحدة، وفي الأمس كان عملٌ عسكري على كل المحاور تمكن بعده بعض المجاهدين من استرجاع نقاط عدة، وتمكن آخرون من قطع طريق امداد من تقدم من جيش الأسد مما أجبرهم على العودة من حيث أتوا تحت غطاء القصف و الرشاشات الثقيلة.

وفي المقابل تطالعك وسائل إعلام النظام الرسمية و غيرها بأنباء تحرير المليحة يومياً، حتى ظهر نبأ التحرير منذ الأسبوع الأول على وكالة (فرانس برس) و تناقلته يومها العربية و غيرها دون تأكد من الأرض بكذب الخبر، كما تقوم الصفحات الموالية للأسد و الشيعة عموماً بتناقل أنباء مشجعة عن وصول الجيش الأسدي إلى "حَتِيتَةْ الجَرَشْ"، وهي بساتين تقع بين المليحة و زبدين، و أكثر ما يميزها خلوها من المباني العالية وهو ما سمح بالفعل للجيش الأسدي بأن يصل إلى أطرافها، وأن يكشف القناصة بعض الممرات داخلها.

في اليوم الخامس و الخمسين من حكاية حرب طالت ولم يحسمها طرف، ينتصر فيها الصمود على البغي، والثبات على الخيانة والإنسحابات.

أيام قليلة تفصلنا عن مسرحية انتخابات يمهد لها بشار الأسد و نظامه، و من يراقب عن كثب، يعلم تمام المعرفة أن ما يبذل من أرواح من جنود الأسد ومن معه هو ليس إلا ثمن لحملة انتخابية يسعى لإتمامها بالشكل المرسوم تحقيقاً لمطالب قد تكون إملاءات من الخارج وقد تكون إتماماً لسياسة رسمت مسبقاً تقضي باستعادة أكبر قدر من الأراضي المحيطة بمدينة دمشق سواءً عبر الحرب أو عبر الهدن.

 

 

 

TOP